نتنياهو يتجاهل مخاطر الضم

نتنياهو يتجاهل مخاطر الضم

  • نتنياهو يتجاهل مخاطر الضم

افاق قبل 4 سنة

نتنياهو يتجاهل مخاطر الضم

علي ابو حبلة

نتنياهو يرى لحظة تاريخية في الضم، لكنه ربما لا يرى المخاطر» التي يتهدد امن المنطقة وانعكاس تداعيات الضم على إسرائيل إذا أصر نتنياهو على مخطط الضم، ينطلق الرافضون الإسرائيليون لخطوة الضم المتوقعة للضفة الغربية من فرضية أن الحدود الشرقية لإسرائيل مؤمنة ومحافظ عليها، وبالتالي فلا يكون هناك معنى لأي مطلب أو توجه بمد سيطرتها على المناطق السكنية الفلسطينية بحجة الحفاظ على أمن الدولة من المخاطر الماثلة، لاسيما إن كان الضم سيتم دون اتفاق سياسي مع الفلسطينيين. كما أن غالبية الإسرائيليين يعتقدون جازمين أن الواقع السياسي القائم يأخذهم إلى تدهور أمني يهدد الغالبية اليهودية في الدولة الواحدة والوحيدة لليهود في العالم، لكن زعماءها يهربون من هذا الاستحقاق والحسم. ورغم أن الإسرائيليين يعرفون المعطيات السائدة التي تفيد بأنه بين الأردن والبحر المتوسط يعيش 15 مليون نسمة، نصفهم ليسوا يهودا، فإن هذا الواقع قابل للتغير في حال قررت إسرائيل الاستجابة لمطالب حزبية أو وعود انتخابية بأن تعلن عن ضم الضفة الغربية إليها، مما يطرح سؤالا حول الداعي للقيام بخطوة تبدو مغامرة بموجبها يتم تنفيذ قرار أحادي بضم الضفة الغربية. هذا فيما تعرب أوساط أمنية وعسكرية إسرائيلية وازنة أن ضم الضفة الغربية لإسرائيل سيسفر بالضرورة عن إشعال الأراضي الفلسطينية، وتعريض حياة الإسرائيليين للخطر، ويبعد أي إمكانية لتحقيق تسوية مستقبلية يبدو أنها تبتعد اليوم أكثر من أي وقت مضى. كما أن أي قرار بضم الضفة الغربية سيشكل لأجهزة الأمن الإسرائيلية كابوسا تخشى أن يتحقق؛ لأنه يعني القيام برعاية شؤون 2.6 مليون فلسطيني، والمغامرة بمستقبل الدولة اليهودية، وتحويلها مع مرور الوقت إلى دولة واحدة بأقلية يهودية، ما يعني القضاء على المشروع الصهيوني الذي نجح قبل 71 عاما بإقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي. دينس روس المبعوث الأميركي السابق لعدد من الرؤساء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والذي يعمل مستشارا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى المقرب من إسرائيل كتب،» إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبره ذات ليلة عندما كان يجلس معه في منتصف المفاوضات حول ما سيصبح «بروتوكول الخليل» بأنه «سأفعل ما فعله بن غوريون- ويضيف بينما كان «يناضل» لفهم لماذا يبدو نتنياهو عازماً للغاية على المضي قدماً في ضم مناطق الضفة الغربية المخصصة لإسرائيل في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب (صفقة القرن)، بدأ يفكر مرة أخرى في تلك المحادثة، «فبينما يعلن العاهل الأردني الملك عبد الله أن الضم سيؤدي إلى صراع شامل؛ ويقول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن جميع الاتفاقات مع إسرائيل ستنتهي؛ ويهدد جوزيب بوريل، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، بعواقب إذا مضت إسرائيل قدماً؛ ويعبر جو بايدن، الذي قد يكون الرئيس الأميركي في شهر كانون الثاني المقبل، عن معارضته، يبدو أن نتنياهو مصمم على تنفيذ الخطوة اعتباراً من الأول من شهر تموز المقبل». يعتقد نتانياهو الآن أن إدارة ترامب تسمح له بتحديد حدود إسرائيل إلى الشرق، والاحتفاظ بالمناطق التي يعتبرها حاسمة للأمن الإسرائيلي، وبخلق خط أساس جديد لأي مفاوضات قد تحدث في المستقبل مع الفلسطينيين. فلن يكون خط الأساس هو حدود 4 حزيران 1967، وإنما خطة ترامب أو ما يشكل 70% من الضفة الغربية بدلاً من 100%، التحالفات والتغيرات الاقليميه والدولية ليست في صالح إسرائيل ويدرك نتنياهو انه اذا فاز بايدن وألغى الاعتراف بالضم ورفض خطة ترامب، فلن يكون هناك خط أساس جديد، خاصة مع عدم قبول أي شخص دولياً للتحرك الإسرائيلي. وعليه لا يبني حساباته بالتغاضي عن قرار ترمب الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكيه للقدس والاعتراف بالسياده الاسرائيلية على الجولان، لان واقع الحال يشير لرفض فلسطيني بالمطلق لخطة الضم وصفقة القرن ويجب اخذ تهديدات وتحذيرات الملك عبد الله الثاني على محمل الجد لان ضم الغور امر يمس مباشرة بالأمن القومي الأردني وهو امر يرفضه الأردن، اضف إلى ذلك هناك شبه اجماع في الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على اسرائيل، ووفق ذلك فان حسابات البيدر ليست كحسابات الدفتر وان أي خطوة يتخذها نتنياهو تجاه الضم وفرض السيادة، فسوف تخسر إسرائيل الكثير».

التعليقات على خبر: نتنياهو يتجاهل مخاطر الضم

حمل التطبيق الأن